الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية 90 يوما مرت على اختطافهما في ليبيا: أي مصير للشورابي والقطاري؟

نشر في  04 ديسمبر 2014  (10:11)

أكثر من تسعين يوما مرت على حادثة اختطاف الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري بليبيا في ظروف غامضة أثناء تأديتهما لمهمة صحفية..
ورغم طول مدة الاختطاف فان السلطات الرسمية من البلدين لم تتوصل الى حدّ كتابة هذه الأسطر على معلومات أو حل للتفاوض مع الجهة المختطفة ..
 منظمات المجتمع المدني وعدد من الإعلاميين نادوا باستمرار بإطلاق سراح المفقودين في أقرب وقت،وطالبوا السلطات التونسية وتحديدا وزارة الشؤون الخارجية، التدخل من أجل إنقاذ الشورابي والقطاري، لكن ما من مجيب..
ويذكر أن منجي الحامدي وزير الشؤون الخارجية صرح في وقت سابق بأن التنسيق جار مع الجانب الليبي على مستوى رسمي وشبه رسمي من أجل معرفة معطيات عن سفيان ونذير والسعي إلى أن يعودا إلى أرض الوطن، في المقابل أكد القائم بأعمال السفارة الليبية بتونس أنه يسعى إلى الاتصال بأعضاء البرلمان الليبي والتنسيق معهم من أجل التعرف على وضع المخطوفين، مبيّنا أن الحل الاجتماعي هو الوحيد والأنسب للتوصّل إلى أخبار عن هؤلاء ومحاولة إعادتهما إلى أرض الوطن خاصة في ظل الوضع الأمني الذي تعيش على وقعه ليبيا ووجود أطراف لا يمكن الحديث معها على حد تعبيره، وزير الداخلية الليبي أكد هو الآخر انّه سيقع إطلاق سراحهما خلال أسبوعين على أقصى تقدير... ولكن تعددت التصريحات وتنوعت وما من معطى قطعيّ دقيق وحلول عملية في هذا الملف الشائك  
صحفيون ومدونون ومحامون وممثلون عن جمعيات مدنية مثل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وفرع تونس لمنظمة مراسلون بلا حدود والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنظمة التونسية لمناهضة العنف السياسى، نظموا جميعهم وقفات احتجاجية، لم تأت أكلها الى حد اليوم.
90 يوما، فهل ستنتظر السلطات التونسية أكثر حتى تتحرك فعليا لاعادة سفيان ونذير..
اخبار الجمهورية وقصد مزيد تسليط الاضواء على هذا الملف كان لها اتصال بعائلات المخطوفين...  


والد نذير القطاري: «السلطات التونسية لم تتعامل مع الموضوع بجدّية»

أكد السيد سامي القطاري والد المصور الصحفي المخطوف نذير القطاري أنه بعد مرور أكثر من 90 يوم على احتجاز ابنه في ليبيا فان السلطات التونسية لم تتعامل مع الموضوع بجدية وأن أداء وزارة الخارجية ضعيف جدا، ونفس الأمر بالنسبة لنقابة الصحفيين التي لم تسانده على حدّ تعبيره..
كما وجه السيد سامي القطاري لومه الى الحقوقيين الذي لم يولوا حسب رأيه أهمية للموضوع، وأشار محدثنا الى أنه وجد نفسه بعد مرور 3 أشهر على اختطاف ابنه وحيدا دون مساندة من أي جهة أو طرف حيث قال: « للاسف يد وحدة ماتصفقش، لذلك أجد نفسي عاجزا عن ايجاد الحل المناسب لاعادة ابني الى حضني».
واقترح السيد القطاري أن يقع تنفيذ وقفات احتجاجية، وأن تصعّد جميع الأطراف موقفها حتى يتم تسليم ابنه وزميله سفيان الشورابي في أقرب الآجال، مبيّنا أن الأيام الاولى من عملية الاختطاف شهدت تحركات لكن سرعان ما تم نسيان الموضوع .
وافادنا انهم لا يمتلكون أي معلومة أو مستجدات بخصوص هذا الملف، كما أنه لم يتلق أي اتصال من أي جهة سواء كانت رسمية أو غير رسمية .
واضاف والد نذير القطاري انه عمد مؤخرا الى الدخول في اضراب جوع لكنه عدل عن الأمر بعد أن لاحظ تدهور الحالة النفسية لعائلته قد يتطور الى ما لا تحمد عقباه ..
سامي القطاري عبر أيضا عن خيبته من موقف نقابة الصحفيين حيث قال:» للاسف لقد اكتفت النقابة بتعليق صورة ضخمة لكل من نذير وسفيان لكنها لم تتحرك عمليا لايجاد حلول ناجعة، اضافة الى أن الاعلام التونسي لم يقم هو الآخر بواجبه وحتى الحملات التي نشاهدها هي حملات غير منظمة ولا ممنهجة «.
وطالب السيد سامي القطاري ان تتدخل الحكومة التونسية بكل ثقلها لانقاذ نذير وسفيان وكل المخطوفين في ليبيا، كما دعا المجتمع المدني الى التصعيد في موقفه.
واستغرب محدثنا من عدم متابعة تصريحات وزير الداخلية التي قال فيها انه سيقع تسليم سفيان ونذير بعد 15 يوما وقال:«ها قد مر اليوم 21 يوما على انتهاء المدة التي حددها وزير الداخلية وما من جديد»
سامي القطاري وصف لنا الحالة الصعبة التي تمر بها العائلة، حيث ذكر انه لم يباشر عمله منذ شهرين وأن الحاالة الصحية لزوجته تدهورت اضافة الى انقطاع ابنه عن الدراسة ورفضه العودة الى معهده طالما لم يطمئن على شقيقه وقال:» لقد توقفت الحياة، وكل ما أطلبه هو أن يجلبوا لي ابني ويخبروني ان كان حيا أم لا «.
وختم بقوله:«لقد قطعت أكثر من 6 ألاف كيلومتر وطرقت كل الأبواب لكن ما من مجيب».


والدة سفيان الشورابي: «التصعيد لن يعيد لي ابني»

من جهة اخرى اتصلنا بالسيدة سعاد الشورابي والدة سفيان الشورابي التي أكدت لنا أن وزير الخارجية منجي الحامدي اتصل بها بداية الاسبوع رغم أنه لم يكن في تونس وطمئنها على صحة سفيان وأنه بخير، وأكدت محدثتنا أن وزير  الخارجية طلب منها مزيدا من الصبر وبرّر لها أن السلطات التونسية تبذل كل ما في وسعها لانقاذ واعادة سفيان ونذير لكن الاوضاع داخل ليبيا صعبة جدا..
وذكرت محدثتنا أن وزارة الخارجية طالبت منها الكفّ عن التصريحات ودعتها الى عدم الالتجاء الى التصعيد من أجل مصلحة سفيان، وقالت:» انا خائفة جدا على حياة ابني لذلك سألتزم الصمت وأصبر علّه يعود اليّ في القريب العاجل..ان كل ما أتمناه اليوم هو رؤية ابني حيا وسأصبر الى حين تحقق هذه الأمنية».
وأكدت السيدة سعاد أن السلطات التونسية تقوم بواجبها وأن التصعيد لن يعيد اليها ابنها
وعن حالتها الصحية والنفسية أكدت محدثتنا أنها لم تقو على فراق ابنها حيث قالت:» صدقا لم أذق طعم النوم منذ اختفاء سفيان بل بت أتخيل عودته في كل لحظة، وأحيانا استمع الى صوته في البريد الصوتي لهاتفه، انني مرهقة جدا وكل ما اطلبه ان تتكاتف الجهود لاعادة سفيان الى عائلته».

سناء الماجري